يقع لبنان في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ويحده سوريا من الشمال والشرق وفلسطين المحتلة من الجنوب، وتبلغ مساحته 10,452 كلم²، كما يبلغ عدد سكانه حوالي 5,882,562 نسمة (إحصائيات تموز 2014)، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR) أعلنت في شهر آيار 2014 أن عدد اللاجئين السوريين وطالبي اللجوء في لبنان بشكل رسمي وصل إلى 1,158,174 لاجئ سوري، في حين أن العدد غير الرسمي يقدر بأكثر من ذلك أي بحوالي 2,300,000 سوري، كما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين (UNRWA) أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وصل إلى حوالي450,000 لاجئ فلسطيني،أي ما يعادل 10٪ من سكان لبنان.
ويمكن تقسيم طبوغرافية لبنان إلى أربع أقسام طولية من الشمال إلى الجنوب بالتوازي مع البحر الأبيض المتوسط: السهل الساحلي، جبال لبنان الغربية، السهول الوسطى وجبال لبنان الشرقية.
يسود في لبنان مناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل، ففي المناطق الساحلية يكون الشتاء بارداً وماطراً بشكل عام بينما يكون الصيف حاراً ورطباً، أما في المناطق الأكثر ارتفاعاً فتنخفض درجات الحرارة عادةً ما دون الصفر خلال فصل الشتاء مع تساقط كثيف للثلوج يتراكم لغاية أوائل الصيف في قمم المرتفعات الجبلية.
بالرغم من أن معظم لبنان يهطل عليه كمية كبيرة نسبياً من الأمطار سنوياً مقارنة مع المناطق الجافة المحيطة به، إلا أن بعض المناطق في شمال شرق لبنان يتساقط عليها كمية قليلة من الأمطار بسبب وقوعها في ظل المطر الناتج عن القمم العالية لسلسلة الجبال الغربية، ويعد لبنان واحداً من البلدان القليلة في منطقة الشرق الأوسط الذي لا يعاني من شح المياه نظراً لكمية الأمطار الوفيرة وما أنعم الله عليه من عدد كبير من الأنهار [3]، لكن الموارد المائية المتجددة للفرد في البلاد هي دون عتبة الفقر المائي والتي حددت بحوالي 1,000 متر مكعب للفرد الواحد سنوياً، فكما تم ذكره سابقاً يتواجد في لبنان حوالي 6 ملايين نسمة، مما يعني أنه لتكون فوق خط الفقر المائي تحتاج البلاد إلى 4 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، في حين أن معدل هطول الأمطار سنوياً حوالي 8 مليار متر مكعب، يتبخر حوالي 50% من مياه الأمطار بينما تضيع نسبة أقل نحو البحر[4].
نضيف إلى ذلك النفايات الناتجة عن الأراضي اللبنانية وكمية المياه التي تتسرب إلى المياه الجوفية، حيث يزداد الوضع سوءاً خصوصاً في أشهر الصيف الحارة، إذ تنتج المشكلة من حقيقة أن هنالك مناطق قليلة لتخزين المياه، كما أن الكثير من المياه المحتملة الصالحة للشرب في البلاد تتدفق إلى البحر الأبيض المتوسط، وتقترن هذه المشاكل مع زيادة الطلب على المياه وقدم وتسريب أنظمة الأنابيب والخزانات [5].
يحذر الخبراء أنه في حال لم يحسِّن لبنان من شبكة المياه فإنه سيتعرض إلى شح حاد في المياه بحلول عام 2020، حيث يوجد ما يزيد على 2,000 نبع مياه مع حوالي 1.15 مليار متر مكعب من المياه المتدفقة، التي توفر جريان دائم لسبعة عشر مجرى مياه من أصل أربعين مجرى رئيسي في البلاد، وتعد الينابيع والمياه الجوفية إلى حد بعيد من أهم مصادر مياه الشرب في لبنان حالياً.
درست الحكومة اللبنانية عدة طرق لتحسين إمدادات المياه في بيروت الكبرى منذ بداية الستينيات واعتمدت العديد من الموارد لتزويد المياه، ومع ذلك فإنه مشروع هائل، كما تم التخطيط أيضاً لتحسين الأنابيب في المباني بالإضافة إلى زيادة تدفق المياه الصالحة للشرب.